الأربعاء, 2024-05-01, 3:40 AM
 
 
الولد و زوجة ابيه

على اطراف المدينة و في احدى المناطق الريفية
عاش رجل و امراته و ابنهمها عيشة هنيئة رضية
مع ساعات الفجر الاولى تنهض العائله السعيدة لأداء صلاه الفجر
و من ثم ممارسه الأعمال اليومية
حيث يحضر الولد كمية من الحطب الموجود خارج الكوخ
و يشعل فيها النار ثم يذهب لمساعده والده الذي يتولى حلب الماعز
بينما تقوم الام بعجن الدقيق و خبزه
بعد الافطار ينصرف كل الى مهمته
الاب يحمل فأسا و حبلا و يسوق جمله وقطيع الأبقارالى حيث المرعى والحطب اليابس
فيحتطب كمية منها و يعود بها مساء مع الأبقار
أما الولد فيقود قطيع الماعز نحو المراعي القريبة
و ينتقل معها من مكان الى اخر طلبا للعشب الوفير
فإذا جاء وقت العصر ضوى بها الى المسكن
اما الام فما ان ينصرف زوجها وولدها حتى تتولى مهامها فتجلب الماء
وتخض قربة الحليب لعمل الزبدة ثم السمن ثم تدبغ الجلود
وكذلك تعتني بصغار الحيوانات , و تنظف المسكن
عند الاسيل يجتمع شمل الاسرة من جديد
قيقومون بحلب و اطعام الحيوانات و ترميم المسكن
و الحضائر صنع المعدات و الادوات
من خامات البيئة مثل : اواني السعف , قدور الصلصال
حياكة الخيوط من صوف الماعز
 


بعد صلاة العشاء يتناولون المتيسر من الطعام
و ينامون نومة هنيئة
تمر الايام هكذا قلما يتغير برنامج هذه الأسرة
و ذلك في حالات نادرة كأن : يذهب الاب لبيع الحطب
او السمن او المر اوبعض الجداء والحملان او أي شي من منتجاتهم في المدينة
و شراء ما يحتاجون اليه من اطعمة و البسة و ادوات
او في حالة ما يزورهم بعض الاقارب او الضيوف
لم يكن يخطر في بال الولد ابن الثانية عشرمن عمره ان الاحوال ستتغير في يوما من الايام
وهكذا كان شعور ابيه اما الام فكثيرا ما كانت توصي زوجها بولدها
قائلة له : ه(هال هالله بيب رن ات شان ليش لاوء
الله الله بولدنا لا تصدق عليه الكذابين
كان الاب يمتعض من هذا الكلام
و يرجو من زوجته الكف عن مثل هذه الاقوال
لأنه لن يصيبها شيئا بإذن الله
لكن الام زادت من جرعة الوعظ في الايام الاخيرة
و كأنها تشعر بدنو اجلها
لم يصدق الولد عينه عندما وجد امه مغشيا عليها خارج الكوخ
وجلس الى جوارها باكيا متوسلا اليها ان تفيق
قائلا : *(ياماه ... ياماه ... عشثشي)* إنهضي يا أمي
فلما لم تنهض اخذ يعدو كالمجنون باحثا عن ابيه حيث تعود ان يجده
فلما وقعت عليه عيناه صاح : (ياباه ... لحاوق آمي) انجد امي يا ابي
اضطرب الرجل و سال في دهشة: (كاوسه ؟ انه بيس ؟) * ماذا بها ؟ ماذا اصابها؟
قال الولد : (كيسك تاوس اد جاعاورت) وجدتها مرمية
على الارض (بلشيعت تا لاوء) لم تسمعني
ه(بل عشثت لاو ) ولم تستفق
فالقى الرجل كل ما في يديه و اخذ يعدو مع ابنه كمجنوني يسابقان الريح
فلما وصلا الى الكوخ و جداها قد إستفاقت
لكنها كانت قابضة على رأسها متأوهة : (يا الله ... يا الله) ه
فبادرها زوجها قائلا : (كاويت) ماذا بك ؟
ه(جيلش من نه ؟) هل مرضت ؟
اجابت بصعوبة بالغة : (كيسك اينوف اى دلديخ ) وجدتني اتهاوى
ه(باى عانتي ثي قلت) وعيوني ثقيلة (باي راشي ادي قاوطر) و راسي يدور
ه (بل عك حسك بشثي لاؤ) و أغمي علي
فطمأنها زوجها الى ان حالتها يسيرة وإنها ستصبح بخير ان شاء الله
اوقد الصبي النار وحمل بعض الفحم في المجمر لتدفئة امه
التي باتت تأن وترتجف اوصالها
ولم تغمض لأحد منهم عين تلك الليلة
في الصباح عزم الرجل على حمل زوجته الى احد الحكماء في الانحاء القريبة
فقام وولده بإعداد مهد ( حمالة ) ثم رباطاها على ظهر الجمل وحملا المرأة
حتى وصلا بها الى عند احدهم فنصحهما بتوصيلها الى اهلها سريعا
بعد ان عاينها
لم يفهم الرجل او ابنه السبب ولكنهما نفذا الامر
 
يــــــتبــــــــع