الأربعاء, 2024-05-01, 5:29 AM
اس سبرات بى عجبون 
ذكروا ان شابا من القدماء , احب ابنة اناس كرماء 
 جمالها من حسن يوسف ، اخلاقها فوق ما يوصف 
 لكنه فقير... شىء موسف
 ليس له من الثروة الحيوانية راس ولا من العقارات والبيوت اساس 
 احبها حبا جارف ،منه على الهلاك شارف, وعابه الأصدقاء والمعارف 
 قد زاده سقما في بدنه ، ولم يخرجه من ذهنه
لان الحب كما يقولون اعمى , قد جرح قلوبا وادمى 
 هام في حب جميل فتان , لاتراه الا شارد الذهن حيران , أولعله غارق في عالم التيهان
في الندامة وقع ابوه, تالم كثيرا اخوه , أتعبت امه وذوه
 وأ بكى اخته وحموه. كم قد نصحوه 
 وعن العشق نهوه وعلى المذلة عاتبوه ,الا ان المسكين لا يقتنع ولا عن الغرام يمتنع
 ولا إلى رشده رجع, قلبه ليس بيده , عقله ليس عنده 
 حتى و ان ضاع سعده وجده , وصار كل شىء ضده
فلا سلطان له على المحبة, ذاق من عناقيدها حبة قد بنى لإوهامه قبة
 روحه عند المعشوق , الذي قده ممشوق, لايهوى غيره مخلوق
عشقه غير مسبوق, اما ربيبة الحب العذري ، فقد امسى في دمها يسري
هامت فيه من غير ما تدري ، احبته حبا معدوم في الناس
 ذاقت منه احلى كأس , لا يلهيها عنه الذهب ولا الماس 
 فكلامه ارق من نسيم السحر، صوته اشجى من نغم الوتر جماله يجلي العين والنظر
ذابت فيه بكل جوارحها ، اودعته في جوانحها 
 وجدت مع ذاك الشاب سعادتها ، احست ان الافراح نادتها 
 غيرت طبيعتها وعادتها ، تعلمت مناجاة النجوم 
 

ومصادق السحب والغيوم , تخاطب الزهر والورود 
 وتقضي اليل في سهود تبعث اشواقها عبر الحدود 
 حررت قلبها من كل القيود تخلصت من العادات والتقاليد 
 رمت الموانع والمقاليد ، تتبع قلبها مهما بها بعد
 تحس ان مشاعرها لن تخونها ابد ، ولن تصدق على معبودها احد 
 كان الحب في الماضي حبا صادقا , لشغاف القلب ملاصقا 
 لا كما غدى لاحقا . أما هو فكانت لذته في النظرة , و نشوته في النجوى 
 من لوعته يسكب العبرة ، يلتقي العاشقان , يتناجيان يتشايكان من نار الفراق يتبياكيان 
 روحيهما تتناغيان ، يبثان لبعضهما لواعج الجوى , و ما بالكبد من كوى 
 و ما اليه الحال استوى , يمنيان نفسيهما باللقاء القريب 
 وان يتم الزواج قبل المغيب
 وما هذا من العشاق بغريب ...ثم يتناشدان اشعار (الناناة)ه 
 يحملانها فصول المعاناة , ثم يغفو اغفاءة حالمة
و تسبح روحها كنسمة هائمة, لا لبراءة الحب من اكدار 
 و لا لطهارة النفوس من مقدار , يتصوران عش الزوجية قصر من زجاج 
 مفاتيحه من ذهب و مغاليقه من عاج , هكذا يتم اللقاء كل يوم 
 يتحملان العتاب واللوم , كان الشاب العاشق يتلقي بربة الحسن الفائق 
 بأدب جم وسلوك لائق وكلاهما محب وامق 
 في مكان يبعد حوالي كيلومتر عن قلب المدينة 
 يلفه الهدوء والامان و السكينه 
 يسمى (جفي اذ قهب) ليس فيه لغو ولا صخب, على شاطئ البحر الهادئ 
 
 
 
 و تحت ظل صخرة الوادي , صخرة عظيمه كانها مظلة او خيمة 
 موجودة من ذاك الزمان , رابضة في نفس المكان , تروي حكايه حب مرباطي 
 فيرددها الموج و الشاطئ , هي تحضر مع رفيقة لها 
 واحيانا بصحبة اختها ، اما ان تاتي لوحدها ، فإنه لا يرضى ويردها
 لكي لا يكون اللقاء مريب , يضر بسمعة الحبيب 
 يسألها بلهفة وحرارة : لماذا يرفض ابوك تزويجنا ؟ و يمنع اسعادنا و تفريحنا ؟
تجيب بحرقة ومرارة : لانك لا تستوفي شروطه 
 وليست جيوبك مضبوطة ، ظروفك صعبة مضغوطة 
 ولا تسافر مثل ابن بطوطة , يقول : لكنك حبيبتي ، فراقك محنتي و مصيبتي 
 تقول : وأنا كذاك , لا ارغب في سواك ، انا أسيرة هواك ... ولا ارغب فيمن عداك 
 فيزداد هيامه ، ويفقد صوابه والهامة 
 يسبح في خيالات العاشقين ، يتبع آثار الهائمين 
 فيما تذوب هي عشقا ، و تمتلئ نفسها عذوبة ورقة 
 ولا يعرف الحب لينا ولا رفقا ، استمر هذا الحب اسابيع وشهور
 والأيام تجري وتدور نادرا ما تغيب عن الميعاد 
 ولا يمكنه الا الوفاء والسداد , ولك ان تتصور مدى سروره
 حين يزورها او تزوره هكذا استمر الحال 
لكن دوامه محال ، ففي يوم من ايام فصل الخريف ” من يونيو الى سبتمبر
  وهو موسم المطر والنسيم اللطيف ، والجو الغائم 
 والطقس الحالم ، والسحب والضباب ، والخضرة تكسو الهضاب
فترتشف الازهار قطرات الرذاذ ، وتتوج الاشجار بتيجان قباذ 
 خرج الولهان كعادته يامل ان يرى سعادته ، وصل مكان اللقاء 
 وفي نفسه طهارة ونقاء ،انتظر دقائق ثقيلة ثم ساعات طويله 
 لكنها غابت وتاخرت , فحزنت نفسه وتاثرت , قعد يغالب الدمعة 
 وقد اقترب موعد الجمعة , فاحد بصره , وارهف سمعه 
 لعله يرى خيالها من بعيد , او يسمع صوتها من جديد استلقى على الرمل الناعم
 ينتظر حلو المباسم , فاخذته سنة نوم , ولم يشعر بمضي اليوم 
 فالمكان هادئ وقلب المحب غير عادي , ومع دنو الاصيل 
 فتح عينيه على نغمة صوت جميل , يهمس في اذنه :ـ انهض يا حبيبي قوم 
 بسك كفاية نوم , وشعر بدغدغة تسري في شعر راسه
 اثقلت نومه ونعاسه ,لكنه استوحش قليلا 
 فجسمه خائر ثقيلا , انتبه وما رغب ان ينتبه 
 لا يدري ما الذي حل به, لاحظ ميل الشمس للمغيب 
 وما هذه عادة الحبيب , فاوجس في نفسه خيفة 
 وارتاب ريبة ضعيفة , لم تطل حيرته واستغرابه
 حتى راى ما افقده عقله و صوابه
يتـــــــــبع