الأربعاء, 2024-05-01, 2:27 AM
 
 
 
 
 
احاديث المصطفى
 
من كتاب ” الاذكار المنتخبة من كلام سيد الابرار"
 
تأليف
 
الامام الحافظ شيخ الاسلام
محيى الدين ابي زكربا يحيى بن شرفا لنووي
الدمشقي الشافعي
٦٣١ - ٦٧٦ هجرية
فصل في الامر بالاخلاص وحسن النيات  
في جميع الاعمال الظاهرات والخفيات
 
قال تعالى
{وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصيت له الدين حنفاء} 
وقال تعالى 
 {لن ينال الله لحومها ولا شحونها ولكن يناله التقوى منكم} 
قال ابن عباس: معناه ولكن يناله النيات 
حدثنا ابن المبارك عن يحبى بن سعيد 
هو الانصاري عن محمد بن ابراهيم التبمي 
عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب 
قال : قال رسول الله
انما الاعمالا بالنيات وانما للكل امرىء ما نوى}
 فمن كانت الى هجرته الى الله ورسوله
 فهجرته الى الله ورسوله
ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او
{امراة ينكجها فهجرته الى ما هاجر اليه  
هذا حديث صحيح متفق على صحته 
مجمع على عظم موقعه وجلالته 
وهواحد الاحاديث التي عليها مدار الاسلام 
وكان السلف وتابعوهم من الخلف رحمهم الله تعالى
يستحبون استفتاح المصنفات بهذا الحديث 
تنبيها للمطالع على حسن النية 
واهتمامه بذلك والاعتناء به 
روينا عن الامام ابي سعيد عبد الرحمن بن مهدي 
رحمه الله تعالى : يبدا بهذا الحديث 
وقال الامام ابو سليمان الخطابي رحمه الله 
كان المتقدمون من شيوخنا يستحبون 
تقديم حديث انما الاعمال بالنيات 
امام كل شىء يبدا وينشا من امور الدين 
لعموم الحاجة اليه في جميع انواعها 
روينا عن السيد الجليل ابي علي الفضيل بن عياض 
 قا ل : ترك العمل لاجل الناس رياء
 والعمل لاجل الناس شرك
و الاخلاص ان يعافيك الله منهما
وروينا عن الاستاذ الامام ابي القاسم القشيري رحمه الله
قال :الاخلاص افراد الحق سبحانه و تعالى في الطاعة بالقصد
وهو ان يريد بطاعته ان يتقرب الى الله تعالى دون شيء آخر
من تصنع لمخلوق , او اكتساب محمدة عند الناس 
او محبة مدح من الخلق او معنى من المعاني سوى التقرب 
الى الله تعالى . قال رسول الله
{اذا امرتكم بشئي فاتو منه ما استطعتم }
متفق عليه
قال الامام محيى الدين ابي زكريا
بن يحيى بن شرف النووى : اعلم
انه ينبغي لمن بلغه شئي في فضائل الاعمال
ان يعمل به ولو لمرة واحدة ليكون من اهله
ولا ينبغي ان يتركه مطلقا بل ياتي بما تيسر منه
لقول النبي
 { اذا امرتكم بشئي فاتو منه ما استطعتم }
قال العلماء من المحدثين الفقهاء 
 وغيرهم : يجوز ويستحب العمل بالفضائل
والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعا 
واما الاحكام كالحلال والحرام والبيع والنكاح 
والطلاق وغير ذلك فلا يعمل الا بالحديث
 الصحيح او الحر الا ان يكون في احتياط في شيء من ذلك 
كما اذاورد حديث ضعيف بكراهة بع البيوع والانكحة 
فان المستحب ان يتنزه عن ذلك ولكن لا يجب 
وروينا في صحيح مسلم أيضا عن أبي سعيد الخدري 
وأبي هريرة رضى الله عنهما : أنهما شهدا 
على رسول الله
أنه قال
لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى الا حفتهم الملائكة}
{ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده
(فصل) 
الذكر يكون بالقلب,ويكون باللسان
والأفضل منه ما كان بالقلب و اللسان جمعيا 
فاءن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل 
ثم لا ينبغى أن يترك الذكر باللسان مع القلب
خوفا من أن يظن به الرياء, بل يذكر 
بهما جمعيا ويقصد به وجه الله تعالى وقد 
منا عن الفضيل رحمه الله أن ترك العمل لأجل
الناس رياء, ولو فتح الانسان عليه باب ملاحظة 
الناس , والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة
لانسد عليه أكبر أبواب الخير وضيع 
على نفسه شيئا عظيما من مهمات
الدين وليس هذا طريقة العارفين وروينا 
 في صحيحى البخاري ومسلم عن عائشة رضى الله عنها 
قالت : نزلت هذة الآية
{ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}
فصل فى الدعاء
 أعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة
في التسبيح و التهليل والتحميد والتكبير ونحوها
بل كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله تعالى
كذا قاله سعيد بن جبير tوغيره من العلماء
وقال عطاء رحمة الله : مجالس الذكر
 هي مجالس الحلال والحرام
  كيف تشترى و تبيع وتصلى وتصوم 
وتنكح وتطلق وتحج وأشباه هذا
فصل
قال الله تعالى :
{ان المسلمين و المسلمات }
الى قوله تعالى
{والذاكرين الله كثيرا و الذاكرات }
 وروينا فى صحيح مسلم عن أبي هريرة 
 أن رسول الله قال :{سبق المفردون ,
قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟
{قال : الذكرون الله كثيرا و الذاكرات
قلت : روى المفردون بتشديد الراء وتخفيفها
والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد
باب ما يقول اذا استيقظ من منامه
روينا في صحيحي امامي المحدثين 
ابي عبدا لله محمد بن اسمعيل بن ابراهيم بن المغيرة البخاري
وابي الحسين مسلم بن الحجاجبن 
مسلم القشيري رضي الله عنهما ان رسول 
قال : ( يعقدالشيطان على قافية احدكم اذا هو نام ثلاث عقد 
 يضرب على عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد
فان استيقظ وذكر الله تعالى انحلت عقدة , فان توضاء,
فان صلىانحلت عقده كلها فاصبح نشيطا طيب النفس
والا اصبح خبيث النفس كسلانْ
هذا لفظ رواية البخاري , ورواية مسلم بمعناه 
وقافية الراس : آخره.
 وروينا في صحيح البخاري عن حذيفة بن اليمان
وعن ابي ذر قالا : ( كان رسول الله
اذا اوى الى فراشه قال : بباسمك اللهم احيا واموت
واذا استيقظ قال :الحمد لله الذي احيانا 
بعد ما اماتنا واليه النشور )
 وروينا في كتاب السني باسناد صحيح عن ابي هريرة
عن انبي قال : ( اذا استيقظ احدكم فليقل
: الحمد لله الذي رد الي روحي وعافاني في بدني, واذن لي بذكره ) 
باب ما يقوله اذا لبس ثوبه 
يستحب ان يقول : بسم الله ، وكذلك تستحب التسمية في جميع الاعمال. 
وروينا في كتابابن السني عن ابي سعيد الخجري
واسمه سعد بن مالك بن سنان (( ان النبي
 كان اذا لبس ثوبا قميصااو رداء او عمامة
يقول :اللهم اني اسالك من خيره وخير 
ماهو له واعوذ بك من شره وشر ما هو له ))
 وروينا فيه عن معاذ بن انس
ان رسول الله قال : من لبس ثوبا جديدا
فقال : الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه
 من غير حول مني ولاقوة ، غفر له ما تقدم من ذنبه ))
باب ما يقول اذا لبس ثوبا جديدا او نعلا وما اشبه
يستحب ان يقول عند لباسه ما قدمناه في الباب قبله
وروينا عن ابي سعيد الخدري قال : (( كان رسول الله
استجد ثوبا سماه باسمه عمامة او قميصا او رداء
ثم يقول : اللهم لك الحمد انت كسوتنيه 
 اسالك خيره وخير ما صنع له
، واعوذ بك من شره وشر ما صنع له )
باب كيفية لباس الثوب والنعل وخلعهما
يستحب ان يبتدى في لبس الثوب والنعل والسراويل
وشبهها باليمين من كميه ورجلي السراويل ،
ويخلع الايسر ثم الايمن ،وكذلك الاكتحال ،
والسواك ، وتقليم الاطافر ، وقص الشارب
 
،ونتف الابط ، وحلق الراس ، والسلام
من الصلاة ،ودخول المسجد ، والخروج من الخلاء ،
والوضوء ، والغسل ، والاكل ، والشرب والمصافحة ،
 
، واستلام الحجر الاسود ،واخذ الحاجة
من الانسان ودفعها اليه ، وما اشبه هذا ،
فكله يفعله اليمين وضده باليسار
.وروين في سنن ابي داود وغيره بالاسناد
الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت :
 ( كانت يد رسول الله r اليمنى لظهوره وطعامه
، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من اذى)
 
باب ما يقوله اذا خلع ثوبه لغسل او نوم او نحوهما
روينا في كتاب السني عن انس tقال : قال رسول الله r
: ستر ما بين اعي الجن وعورات
بني آدم ان يقول الرجل المسلم اذا اراد ان يطرح ثيابه :
بسم الله الذي لاآله الا هو))
باب ما يقول حال خروجه من بيته
روينا عن ام سلمة رضي الله عنها
واسمها هند((ان النبي r كان اذا خرج من بيته قال : باسم الله ،
توكلت على الله ، اللهم اني اعوذ بك من اناضل او اضل
و ازل او ،اازل ، او اظلم اظلم ،او اجهل او يجهل علي ,))
حديث صحيح رواه ابو داود والترمذي والنسائي ابن ماحه.
وروينا في سنن ابي داودوالترمذي النسائي وغيرهم
عن عن انس tقال : قال
رسول الله r : (( من قال ))
يعني اذاخرج من بيته((بسم الله
توكلت على الله، ولا حول ولا قوة الا بالله
، يقال له :كفيتووقيت وهديت ،
وتنحى عنه الشيطان)) قال الترمذي حديث حسن.