الأربعاء, 2024-05-01, 4:52 AM

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

أى ( س فيرين ) ه

مراسم الإحتفاء بالعائدين من الغربة

يسافر الكثرين من رجال مرباط
في الأربعينات و الخمسينات و الستينات من القرن الماضي
 وربما قبل ذلك إلى دول الخليج العربي
  و خصوصا إلى دولة الكويت بحثا عنا العمل
و طلبا للرزق واستجلابا للخير أو للإتجار و توفيرالبضائع
 مثل الرزوالسكر والطحين و الشاهي و القمح و الزيوت و الكيروسين
و الملابس والفرش و الأقمشة و الأدوات المنزلية
 و أدوات الصيد والعطورو مواد تصنيع البخور
تستغرق الرحلة(بحرية) مدة طويلة
 حيث تتجة السفن من فرضة مرباط الى بندر مدينة صور العمانية
  ومنها يتوجهون برا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة (دبيج) ه
   ثم الى بقية دول الخليج برا او بحرا 
وقد تستكمل الرحلة بحرا من بندر صورإلى البحرين أوالكويت وهكذا
 وعند وصول التاجرإلى الكويت فانه يمكث فترة ليست بالقصيرة
 و إن كان قد بائع و إشتري .لأنه ينتظر سفينة عائدة إلى صور
 كما ينتظر طويلا في صور حتى يجد سفينة متجهة إلى مرباط
 وخاصة في فصل الخريف اما الباحثون عن العمل
فا نهم بعد الرحلة المضنية
 يقضون أوقات طويلة في ضيافة سابقيهم من الإخوة و الأصدقاء
حتى ينجحوا في العثورعلى وظيفة وهي في الغالب وظائف بسيطة
 كسائقين و عما ل و حراس و كتبه ... ألخ وقد كان لأهل الكويت
 بعد الله فضل كبير في إعالة هولاء المغتربين و أسرهم في مرباط
 يعمل المغترب سنوات طويلة في الخليج (العالي) يجمع الفلس ( اى سه )ه
على الفلس والربية (ربيت) علي الربية و الدينار(قارش)ه
 على الدينار وبين فينة و أخري يرسل لأهله ما قدر الله
من مال أو متاع أوملبس أو مأكل على هيئة (حوالة) ه
يبعثها مع أحد العائدين إلى مرباط
  أو مع نوخذة من أهل صورالمعروفين جيدا لأهل مرباط
لكن لا يصبر الأهل كثيرعلى فراق أبنائهم و ذويهم و يتمنون وجودهم
 بينهم على الرغم من ضيق الحال و ضنك المعشية لذلك تخرج
بعض النسوة من حين إلى حين في الصباح الباكر ويبقين
 في الفرضة حتى حلول المغيب وهناك يدعين الله أن يعيد
الغائبين سريعا بصحة وعافية (سزفات عفات) ه
يجلسن كمجموعة واحدة على ساحل البحر
في الفرضة تتشاكين الوجد والحنين
  ويصبر بعضهن البعض بعد ذلك يجلبن طبل تنقر عليه
 بعضهن وتغنى وترقص اخريات تنتظر النساء و الاطفال قدوم
 إية سفينة على أمل ان يكون على متنها أحد الأحباب
 إبن أو أخ أو زوج و في هذه الأثناء يسلين أنفسهن بالغناء و الرقص
 و تقول أغنية التفاؤل المشهورة : يا هيريبه و إن شاء الله ... تجيبه
في أبيات أخرى
 و المعنى اللهم أجلب الغائب ورده سليما معافا
بينما يخرج ثلة من الشباب إلى الروؤس القريبة
 مثل : رأس زهير(زهو ره) رأس الحناني (اى رش اى ذاحرر)ه
  ورأس أرخيص (اى رش اى ارخيسز) ه يخرجون كمراقبين
 لرصد السفن القادمة من الشرق او من الغرب فاذا لمحوا
احداها من على البعد و تحققوا من أنها سفينة بدن او
  بوم (السفن الشائعة آن ذاك) ه فإنهم يتسابقون ركضا
 حتى يصلوا إلى أطراف المدينة حيث يصرخون باعلى
 أصواتهم : (لنج زحم) ... (لنج زحم) يعني سفينة قادمة
  فيستبشر الناس خيرا ويعمهم الفرح و السرور
 يحضرإلى الساحل المزيد من الصيبان و النساء على صوت الطبل
   و يشاركون في الإحتفال غناء و رقصا و تصفيقا  
 و عندما يتواجد عدد مناسب من الصبيان تطبل
 لهم النساء و لأنفسهن رقصة أخرى تسمى يا قريب الفرج
 يقاعها يشبه إيقاع الزامل الظفاري إلا أنه أسرع قليلا  
 ما يدل على انه صوت إبتهاجي يبعث على الأمل و التفاؤل
 و ترقص الأمهات مع صبيانهن هذه الرقصة متشبهات بالرجال
  و لربما لبست بعضهن لباس زوجها لإدخال السرور و الانس
على قلوب الحاضرين واذا تواجد رجلا او ولدا من الريف او الجبل
 فان بعض الشباب يدفعه إلى داخل ميدان اللعب ليبرع (رقصة البرعة) ه
 وهو لايعرف مما يثير ضحك الناس وسرورهم ما ان يسمع
 الأهالي صوت الطبل حتى يتوافدوا افرادا وجماعات بقصد الفرجة و المشاركة
 و لربما تبرع احد الميسورين بعمل غداء لتلك النساء الوالهات
يدعو اليه الحاضرين من بعد صلاة الظهر. يستمرالمهرجان الساحلي
 و الذي تتخلله بعض الألعاب النسائية ، ومسابقات الصبيان
كالقفز والجري والسباحة حتى قبيل صلاة الظهر بقليل
  فينفض الجمع يعودون إلى بيوتهم و تقيل النسوة في احد البيوت
 التي عزموا على المقيل فيها (عزموا - دعوا الى وليمة ) ه
 و بعد صلاة العصر تعاود النساء نشاطهن السابق الذكر
 و لكن بعدد اكبر من المشاركات و المتفرجات
 و يستمرالنشاط الى قبيل صلاة المغرب , فان و صلت سفينة
 في اية لحظة فان ايقاع الانشطة يزداد زخما
 و تغمر الفرحة العارمة وجوه الجميع
و كلما اقتربت السفينة من البندر كلما ازداد خفقان القلوب
 والكل يمني النفس بوصول حبيب القلب 
 أخ او أب او زوج او خال او عم او قريب
  فاذا رست السفينة بادرالشباب بركوب القوارب الصغيرة (هورون) ه
 و تسابقوا با لتجديف العنيف المستمر حتى يصلوا الى السفينة
 و هناك يستقبلهم بعض البحارة او البعض من ذويهم العائدين
   فيخبرونهم عن اسماء الواصلين على ظهرالسفينة و يعود الصبية سريعا إلى البر
  و قبل ان تصل القوارب إلى الشاطئ تستقبلهم بعض
 النسوة القوية واللاتي فاض بهن الصبر على الانتظار سباحة
  و يمسكن بالهوري و يسألن عن من عاد
 فاذا كان احدا من اهلها أو اقاربها
 ترفع عقيرتها بزغاريد متتا لية
 تتجاوب معها الواقفات على الشاطئ
و ترتفع أصوات الزعاريد و التكبيرات من كل حدب وصوب
 بينما يحاول الصبيان الوصول إلى البر قبل غيرهم
  هناك لا يكاد الصبي يلتقط أنفاسه من قوة التجديف الا و الأسئلة
 تنهمرعليه من عدة أفواه الأمر الذي قد يربكه و يصيبه ببلاهة و بلادة
 تدرج على لسانه اسماءا ليست موجودة على ظهرالسفينة
 و إذا كان الصبي جلدا و يعلم أن ليس لأحد العائدين أهل على الشاطئ
 فانه لا يتفوه بكلمة رغم الإلحاح بل يربط قاربه و يعدو بأسرع
 ما يطيق إلى منزل المسافرالعائد و عندما يقترب منه يصيح
 بأعلى صوته : ( انه اي شثراي ) ؟ ... ( انه اي شثراي ) ه ؟
يقصد ما بشارتي ؟
  ما ذا تهدوني ؟ مقابل
إعلامكم بالمستجدات ؟
 فيجيبونه ( اشثراك خر ) بشراك خير _ نهديك خي
ر فيقول : ( محود زحم عق اى لنج ) محمد جاء في السفينة
 فينهمر سيل الزغاريد , و يمطرونه بالدعاء له بكل خير ثم يهدونه ما تيسر
  أما الحضور على الشاطئ فان نشاطهم يهدا
 قليلا خاصة إذا خاب أملهم و لم يأتي الحبيب المرتقب
 و لكن تعوضهم عن ذلك الفرحة بوصول شخص اخر
او تلهيهم قليلا يصطف الرجال على جانب و النسوة
على جانب و يستمر الطبل ياهيريابه ... ياقريب الفرج ... يا قينوت لي
والصبيان و الشباب يغنون و يرقصون و يصفق الحضور
في إ نتظار الجالبوت التي ينزل من على ظهرها النوخذة
 ومعه عدد من المسافرين و يعاود الصبيان التجديف نحو الجالبوت لمرافقتها
   و هم يسابقونها و يدورن حولها في منظرمبهج مفرح  
 و لا يبالون بسخط و انتهارركاب الجالبوت كلما إقتربت الجالبوت
 زاد حماس الناس و ارتفعت اصواتهم وإشتد خفقان قلوبهم
و قبل ان تصل الجالبوت إلى البر يسبح اليها عدد من الشباب و الصبيان
 للإمساك بها و جرها إلى البر فينزل النوخدة الذي يسلم
على الرجال الحاضرين ثم ينصرف إلى مكتب الوالى
 اما المسافرين العائدين (اى سفيرين) فانهم يسلمون على الحضور
 و يجيبون على أسئلة المستفسرين ثم ينصرفون الى منازلهم
 محاطين بالأهل والإخوان بعد نزول جميع الركاب يقوم الحمالون
 بإفراغ السفينة قد تبقى السفينة يوم او يومين في بندر مرباط
ثم تتجه الى طاقة ومنها إلى صلاة لإنزال المسافرين و أمتعتهم
 ثم تعود الى مرباط لتحميل الماء و الحطب و البضاعة المرباطية
 ثم تبحر إلى سدح ومنها إلى مصيرة فصور
 يستمر بالاحتفاء بالمسافرين
ليوم أو يومين فإذا علم المرباطيون بقرب وصول سفينة أخرى
فانهم يترقبونها بنفس الأنشطة السالفة الذكر و يعلم الأهالي بالموعد
 عن طريق المسافرين الواصلين أخيرا
  او عن طريق برقية تصل إلى مكتب الوالي 
او رسالة تصل مع احد السفن التجارية
التي لا تحمل مسافرين  
 تــــم