الأربعاء, 2024-05-01, 2:03 AM
 
 
 

صور من حياة التابعين

الحسن البصري

( كيف يضل قوم فيهم مثل الحسن البصري ؟ )
( مسلمة بن عبد الملك )
هوأبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار
 مولى زيد بن ثابت الأنصارى 
 وكانت أمة مولاة لأم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها
 وكان شابا وضيئا بهيا. حسن الخلقة
وكان عالما فقيها جليلا 
 جاء البشيريبشر زوج النبي ام سلمة
 بان مولاتها ( خيرة ) قد وضعت حملها وولدت غلاما
 فغمرت الفرحة فؤاد ام المؤمنيين رضوان الله عليها
 وطفح البشر على محياها النبيل الوقور
 وبادرت رسولا ليحمل اليها الوالدة والمولود
 قد كانت خيرة اثيرة لدى ام سلمة
لتقضي فترة النفاس في بيتها
 حبيبة الى قلبها وكان بها لهفة
وتشوق لرؤية وليدها البكر
 وما هو الا قليلا حتى جاءت خيرة تحمل طفلها على يديها
 فلما وقعت عينا ام سلمة على الطفل امتلات نفسها انسا به
 وارتياحا له فقد كان الوليد الصغير قسيما وسيما
 به بهي الطلعة و تام الخلقة , يملاء عيني مجتليه
 وياسر فؤاد رايه , ثم التفتت ام سلمة الى مولاتها
 وقالت : ااسميت غلا ياخير ؟
فقالت : كلا يا اماه ... لقد تركت ذلك لك
 لتختاري له من الاسماء ما تشئين
 فقالت : نسميه _ على بركة الله _ الحسن
 ثم رفت يديها ودعت له بصالح الدعاء 
 لكن الفرحة بالحسن لم تقتصر على بيت ام المؤمنين
 ام سلمة رضوان الله عليها
 وانما شاركها فيها بيت آخر من بيوت المدينة
 هو بيت الصحابي الجليل زيد بن ثابت
 كاتب وحي رسول الله  صلى اله عليه وسلم
 ذلك ان يسارا اوالد الصبي كان مولى ايضا
 وكان من آثر الناس عنده واحبهم اليه
فهي امه بوصفه احد المؤمنين وهي امه من الرضاعة ايضا
 وقد اتاحت الصلة الوشيجة بين امهات المؤمنين
 وقرب بيوتهن بعضهن من بعض للغلام السعيد ان يتردد
على هذه البيوت كلها وان يتخلق باخلاق رباتها جميعا
وان يهتدي بهديهن
 وقد كان _ كما يحدث عن نفسه _ يملاء هذه البيوت حركة دائبة _
 ويترعها بلعبه النشيط
حتى ان كان ينال سقوف بيوت امهات المؤمنين بيد وهو يقفز فيها قفزا
 ظل الحسن يتقلب في هذه الاجواء العطرة بطيوب النبوة
 المتالقة بسناها وينهل من تلك المموارد العذبة
التي حفلت بها بيوت امهات المؤمنين
  درج الحسن بن يسار
( الذي عرف فيما بعد بالحسن البصري )
 في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وربي في حجر زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
 هند بنت سهيل المعروفة با مسلمة
وا م سلمة - ان كنت ما تعلم -
 ممن اكمل نساء العرب عقلا
واوفرهن فضلا واشدهن حزما
  كما كانت من اوسع زوجات الرسول صلى الله عليه وسلمعلما
واكثرهن رواية عنه
 حيث روت عن النبي صلوات الله عليه ثلمائة وسبعة وثمانين حديثا
 وكانت الى ذلك كله من النساء القليلات النادرات
اللواتي يكتبن في الجاهلية
 ولم تقف صلة الصبي المحظوظ بام المؤمنين ام سلمة عند هذا الحد
 وانما امتدت الى ابعد من ذلك
 فكثير ما كانت (خير) ام الحسن
 تخرج من البيت لقضاء بعض حاجات ام المؤمنين
 فكان الطفل الرضيع يبكي من الجوع
 ويشتد بكاؤه فتاخذه ام سلمة الى حجرها
وتلقمه ثديها لتصبره به وتعلله عن غياب امه
 فكانت لشدة حبها اياه يدر ثديها لبنا صائغا في فمه
 ليرضع الصبي ويسكت عليه 
 وبذلك غدت ام سلمة اما للحسن جهتين
فهي امه بوصفه احد المؤمنين وهي امه من الرضاعة
 ايضا وقد اتاحت الصلة الوشيجة بين امهات المؤمنين
وقرب بيوتهن بعضهن من بعض للغلام السعيد ان يتردد على هذه البيوت كلها
وان يتخلق باخلاق رباتها جميعا وان يهتدي بهديهن
وقد كان _ كما يحدث عن نفسه _ يملاء هذه البيوت حركة دائبة _
 ويترعها بلعبه النشيط
 حتى ان كان ينال سقوف بيوت امهات المؤمنين بيده وهو يقفز فيها قفزا
  ظل الحسن يتقلب في هذه اتلاجواء العطرة بطيوب النبوة
 المتالقة بسناها وينهل من تلك المموارد العذبة
التي حفلت بها بيوت امهات المؤمنين
 ويتتلمذ على ايدي كبار الصحابة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم
حيث روى عن عثمان بن عفان , وعلي بن ابي طالب
  وابي موسى الاشعري , وعبد الله بن همر وعبد الله بن عباس
 وانس بن مالك , وجابر بن عبدا لله وغيرهم
 ولكنه اولع اكثر ما اولع بامير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه
 فقد راعه منه صلابته في دينه ، واحسانه لعبادته
 وزهادته في زينة الدنيا وزخرفها . وخلبه منه بيانه المشرق
 وحكمته البالغة ، واقواله الجامعة ،وعظاته التي تهز القلوب هزا
 فتخلق باخلاقه في التقى والعباده 
 ونسج على منواله في البيان والفصاحة
 ولما بلغ الحسن اربعة عشرربيعا من عمره
 ودخل في مداخل الرجال ، انتقل مع ابويه الى البصرة واستقرفيها مع اسرته
 ومن هنا نسب الحسن الى البصرة وعرف بالحسن البصري
 كانت البصرة يوم امها الحسن قلعة من اكبر قلاع العلم في دولة الاسلام
وكان مسجدها العظيم يموج بمن ارتحل اليها من كبارالصحابة والتابعين
 وكانت حلقات العلم على اختلاف الوانها ، تغمر باحات المسجد ومصلاه
وقد لزم الحسن المسجد ، وانقطع الى حلقة عبدا لله بن عباس حبر امة محمد
 واخذ عنه التفسير والحديث والقراءآت
كما اخذ عنه وعن غيره الفقه ، واللغة ، والادب
 وغيرها وغيرها حتى غدى عالما فقيها ثقة
فاقبل الناس عليه ينهلون من علمه الغزير والتفوا حوله
 يصيخون الى مواعظه التي تستلين القلوب القاسية
 وتستدر الموع القاصية . ويعون جكمته التي تخلب الالباب
  ويتاسون بسيرته التي كانت اطيب من نشر المسك
ولقد انشر امر الحسن البصري في البلاد وفشا ذكره بين العباد
 فجعل الخلفاء والامراء يتساءلون عنه ويتسقطون اخباره
 حدث خالد بن صفوان
قال : لقيت مسلمة بن عبد الملك في الحيرة
 فقال : اخبرني يا خالد عن حسن البصرة
فاني اظن انك تعرف من امره ما لا يعرف سواك
 فقلت : اصلح الله الامير انا خير من يخبرك عنه بعلم
فانا جاره في بيته ، وجليسه في مجلسه ، واعلم اهل ”البصرة" به
 فقال مسلمة : هات ما عندك
 فقلت : انه امرؤ سريرته كعلانيته ، وقوله كفعله
 اذا امر بمعروف كان اعمل الناس به 
 واذا نهى عن منكر كان اترك الناس له . ولقد رايته مستغنيا عن الناس ، زاهدا بما في ايديهم
ورايت الناس محتاجين اليه طالبين ما عنده
 فقال مسلمة : حسبك يا خالد حسبك !! كيف يضل قوم فيهم مثل هذا ؟
 ولما ولي الحجاج بن يوسف الثقفي
العراق وطغى في ولايته وتجبر
 كان الحسن البصري احد الرجال القلائل الذين تصدوا لطغيانه
  وجهروا بين الناس بسوء افعاله ن وصدعوا بكلمة الحق في وجهه
من ذلك ان الحجاج بنى لنفسه بناء في ”واسط" فلما فرغ منه 
 نادى في الناس ان يخرجوا للفرجة عليه والدعاء له بالبركة
  فلم يشاء الحسن ان يفوت على نفسه فرصة اجتماع الناس هذه
  فخرج اليهم ليعظهم ويذكرهم ، ويزهدهم بعرض الدنيا
 ويرغبهم بما عند الله عز وجل ولما بلغ المكان 
 ونظر اى جموع الناس وهي تطوف بالقصرالمنيف
 ماخوذة بروعة بنائه
  مدهوشة بسعة ارجائه
 مشدودة الى براعة زخارفه
 وقف فيهم خطيبا 
 وكان من جملة ما قاله : لقد نظرنا فيما ابتنى اخبث الاخبثين
 فوجدنا ان ”فرعون" شيد اعظم مما شيد
،وبنى اعلى مما بنى
 ثم اهلك الله ”فرعون" واتى على ما بنى وشيد
 ليت الحجاج يعلم ان اهل السماء قد مقتوه
 وان اهل الارض قد غروه
 ومضى يتدفق على هذا المنوال
 حتى اشفق عليه احداالسامعين من نقمة الحجاج
 فقال له : حسبك يا ابا سعيد حسبك
 فقال له الحسن : لقد اخذ الله على اهل العلم ليبننه للناس ولا يكتمونه
 وفي اليوم التالي دخل الحجاج الى مجلسه وهو يتميز من الغيظ
 وقال لجلسائه : تبا لكم وسحقا
 يقوم عبد من عبيد اهل ”البصرة" ويقول فينا ما يشاء ان
يقول ، ثم لا يجد فيكم من يرده او ينكرعليه ؟
 والله لاسقينكم من دمه يا معشر الجبناء
 ثم امر بالسيف والنطع فاحضرا ودعاء بالجلاد
 فمثل واقفا بين يديه . ثم وجه الى الحسن بعض شرطه
 وامرهم ان ياتوه به وما هو الا قليل حتى جاء الحسن
 فشخصت نحوه الابصار ووجفت عليه القلوب
 فلما راى الحسن السيف والنطع والجلاد ، حرك شفتيه
فلما رآه الحجاج على حاله هذه هابه اشد الهيبة
وقال له : هاهنا يا ابا سعيد ... ها هنا
.. ثم ما زال يوسع له ويقول : ها هنا
 والناس ينظرون اليه في دهشة واستغراب حتى اجلسه على فراشه
  ولما اخذ الحسن مجلسه التفت اليه الحجاج
 وجعل يساله عن بعض امور الدين
 والحسن يجيبه عن كل مسالة بجنان ثابن
  وبيان ساحر ن وعلم واسع
 فقال له الحجاج : انت سيد العلماء يا ابا سعيد
 ثم دعا بغالية وطيب له بها لحيته وودعه
ولما خرج الحسن من عنده ، تبعه حاجب الحجاج
 وقال له : يا ابا سعيد لقد دعاك لغير ما فعل بك
 واني رايتك عندم اقبلت ورايت السيف والنطع
  قد حركت شفتيك ، فماذا قلت ؟
 فقال الحسن : لقد قلت : ياولي نعمتي وملاذي عند كربتي
 اجعل نقمته بردا وسلاما علي كما جعلت النار بردا وسلاما على ابراهيم
 ولقد كثرت مواقف الحسن البصري هذه مع الولاة والامراء
 فكان يخرج من كل منها عظيم في اعين ذوي السلطان
 عزيزا بالله ، محفوظا بحفظه
من ذلك انه بعد ان انتقل الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيزالى جوار ربه
وآلت الخلافة الى يزيد بن عبد الملك
 ولى على ”العراق" عمر بن هبيرة الفزاري
ثم زاده بسطة في السلطان
 فا ضاف اليه ”خراسان ايضا
 وسار يزيد في الناس سيرة غير سيرة سلفه العظيم
 فكان يرسل الى عمربن هبيرة بالكتاب تلو الكتاب
 ويامره بانفاذ ما فيها ولو كان مجافيا للحق احيانا
 فدعا عمر بن هبيرة كلا من الحسن البصري
 وعامر بن شراحيل المعروف بالشعبي
وقال لهما : ان امير المومنين يزيد بن قد استخلفه الله على عباده
 واوجب طاعته على الناس
 وقد ولاني ماترون من امر ”العراق" ثم زادني فولاني ”فارس"
وهو يرسل الي احيانا كتبا
يامرني فيها بانفاذ مالا اطمئن الى عدالته
 فهل تجدان لي في متابعني اياه وانفاذ اوامره مخرجا في الدين ؟
 فاجاب الشعبي جوابا فيه ملاطفة للخليفة ، ومسايرة للوالي
 والحسن ساكت. فالتفت عمر بن هبيرة الى الحسن
 وقال : وما تقول انت يا ابا سعيد ؟ 
 فقال : يا بن هبيرة خف الله في يزيد
 ولا تخف يزيد في الله واعلم ان الله يمنعك من يزيد
 وان يزيد لا يمنعك من الله يا بن هبيرة
 انه يوشك ان ينزل بك ملك غليظ لا يعصي الله ما امره 
 فيزيلك عن سريرك هذا
 وينقلك من سعة قصرك الى ضيق قبرك
 حيث لا تجد هناك يزيد
 وانما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد
 يا بن هبيرة انك ان تك مع الله وفي طاعته
 يكفك بائقة يزيد بن عبد الملك في الدنيا والآخرة
 وان تك مع يزيد في معصية الله
 فان الله يكلك الى يزيد
 واعلم يا بن هبيرة انه لا طاعة
 لمخلوق في معصية الخالق عزوجل
  فبكى عمر بن هبيرة حتى بللت دموعه لحيته
 ومال عن الشعبي وبالغ في اعظامه واكرامه
 فلما خرجا من عنده توجها الى المسجد فاجتمع عليهما الناس
وجعلوا يسالونهما عن خبرهما مع امير "العراقين" فالتفت الشعبي اليهم
 وقال : ايها الناس
 من استطاع منكم ان يؤثر الله على خلقه في كل مقام فليفعل
  فو الذي نفسي بيده
 ما قال الحسن لعمر بن هبيرة قولا اجهله
ولكني اردت فيما قلته وجه ابن هبيرة
 واراد فيما قاله وجه الله
فاقصاني الله من ابن هبيرة وادناه منه وحببه اليه
 وقدعاش الحسن البصري نحو من ثمانين عاما
ملأ الدنيا خلالها علما وحكمة وفقها
 وكان من اجل ما ورثه للاجيال رقائقه
 التي ظلت على الايام ربيعا للقلوب
 ومواعظه التي هزت وما زالت تهز الافئدة وتستدر الشئون
 وتدل التائهين على الله وتنبه الغارين التائهين
الى حقيقة الدنيا وحال الناس معها
 من ذلك قوله لسائل ساله عن الدنيا
 وحالها : تسالني عن الدنيا والآخرة
  ان مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب
 متى ازددت من احدهما قربا ازددت من الآخر بعدا
 ... وتقول لي صف لي هذه الدار 
 ... فماذا اصف لك من دار اولها عناء وآخرها فناء
 ... وفي حلالها حساب وفي حرامها عقاب
... من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن 
 ومن أقواله : ( يا ابن أدم والله ان قرأت القرآن
 ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك
( وليشتدن في الدنيا خوفك , وليكثرن في الدنيا بكاؤك  
 وقال ابراهيم بن عيسى اليشكري : ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن
 ما رأيته الا حسبته حديث عهد بمصيبة
 وقال الثوري , عن عمران القصير
 قال : سألت الحسن عن شي فقلت : ان الفقهاء يقولون كذا و كذا 
 فقال : وهل رأيت فقهيا بعنيك ؟ انما الفقيه الزاهد في الدنيا البصير
 المداوام على عبادة ربه
 ومن من ذلك ايضا
 قوله لآخر ساله عن حاله وحال الناس : ويحنا
ماذا فعلنا بانفسنا ؟!!... لقد اهزلن ديننا 
 وسمنا دنيانا ، واخلقنا اخلاقنا
  وجددنا فرشنا وثيابن يبكي احدنا على شماله
 وياكل من مال غير ماله ... طعامه غصب
... وحدمته سخرة ... يدعو بحلو بعد حام
... وبحار بعد بارد ... وبرظب بعد يابس
... حتى اذا اخذته الكظة تجشا من البشم
ثم قال : يا غلام هاضوما يهضم الطعام
... يا اجيمق - والله - لن تهضم الا دينك
 اين جارك المحتاج ؟!! اين يتيم قومك الجائع ؟
اين مسكينك الذي ينظر اليك ؟!! اين ما وصاك به الله عز ؟
 ليتك تعلم انك عدد وانه كلما غابت عنك شمس يوم نقص شيء من عددك
 ومضى بعضك معه 
 وعن هشام ابن حسان : سمعت الحسن يحلف بالله
  ما أعز أحد الدرهم الا أذلة الله
  ومن أقواله : يا ابن آدم ! ترك الخطيئة أهون عليك من معالجة التوبة
 ومن أقواله : أهينوا الدنيا , فوالله لأهنا ما تكون اذا أهنتها ؟
 ومن أقواله : كان الرجل يطلب العلم
 فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وزهده
 ثم قال : نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا
  وقال : لا أقبل منكم شيئا . ويحك يا ابن آدم 
 هل لك بمحاربة الله_ يعني قوة _؟
والله لقد رأيت أقواما كانت الدنيا أهون
على أحدهم من التراب تحت قدميه
 ولفد رأيت أقواما يمسي أحدهم ولا يجد عنده الا
قوتا فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني فيتصدق ببعضه
 ولعله أحوج اليه ممن يتصدق به عليه
 وعن أبي جعفر الباقر قال : ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء
  وعن أبي أيوب السخيتاني : لو رأيت الحسن
لقلت : انك لم تجالس فقيها قط ومن أقواله : ابن آدم ! انما أنت أيام 
 كلما ذهب يوم يوم ذهب بعضك
 ومنها : ضحك المؤمن غفلة من قلبه
  وعن فضيل بن جعفر , قال : خرج الحسن من عند ابن هبيرة
فاذا هو بالقراء على الباب فقال : ما يجلسكم هاهنا ؟
تريدون الدخول على هولاء الخبثاء أما والله ما مجالسة الأبرار تفرقوا فرق
 وفي ليلة الجمعة منة غرة رجب سنة مائة وعشر
 لبى الحسن البصري نداء ربه
       فلما اصبح الناس وشاع فيهم نعيه       
ارتجت ”البصرة" لموته رجا
... فغسل وكفن وصلي عليه بعد الجمعة
 في الجامع الذي قضى في رحابه جل حياته عالما ومعلما
 وداعيا الى الله . ثم تبع الناس جميعا جنازته
 فلم تقم صلاة العصر في ذلك اليوم في جامع ”البصرة"
لانه لم يبقى فيه احد يقيم الصلاة
  ولا يعلم الناس ان الصلاة عطلت في حامع ”البصرة ”
 منذ ابتناه المسلمون الا في ذلك اليوم
 يوم انتقال الحسن البصري الى جوار ربه