الأربعاء, 2024-05-01, 9:32 AM
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
اى (زيران) ه
الزار
 
 
 يرجع الناس السبب في ظهورالامراض التي عجزوا عن معالجتها اومعرفة اسبابها
الى القوى الخفية (سبرى) الجن او السحر
لا ننكران مس الجن اوالشياطين يسبب الكثير من الامراض والعلل و الاوجاع والاحلام المزعجة
 ولكن الوقاية منها وعلاجها يتم بالرقي الشرعية وليس بالاستعانة بالسحر والشعوذة واستحضار الجن
 كان وما زال اعتقاد كثيرمن الامم أن للجان المسخرالقدرة على شفاء الامراض المستعصية
 ولا يختلف عاقلان على بطلان هذا المعتقد لكن الجهل وقلة الحيلة أد ت الى رواج مثل هذه الافكار الغريبة
 بل أن البعض يعتقد أنه بامكان الجان العثورعلى المفقودات مثل المجوهرات والاموال واعادتها لاصحابها
ويسمونهم (جن صالح ) ه
 كما يساعد على العلاج والاستشفاء من الاسقام ولهم القدرة على على انجاز المهام المستعصية
 كما يزعمون ويرجع الناس سبب وعلة الامراض التى لايعرفون لها دوي الى أعمال السحر
 والتي ينفذها جن مملوك لأنا س اشرار اى ( سحى رون ) ه
 وبالتالي فان القضاء على المرض في اعتقادهم يتم بهزيمة الجن الشرير من قبل جن صالح
 وعليه يتم الاتفاق مع مالك الجن ( بعل زيران ) ه الصالح على موعد لعقد جلسات العلاج
 يقوم فيها باستحضار مخدوميه من الجن الصالح ومن ثم محاربة الجن الشرير المتواجد في جسم العليل
 وإجباره على ترك المريض وشانه في عملية تسمى (التنزيل )ه
 يعني استجلاب الجن الصالح وحثه على معالجة المريض
اعلم أن حلول الجن والعياذ بالله من الشيطان الرجيم في جسد الادمي هو أمر مسلم به
 جاء التاكيد عليه في كتاب الله العزيز الحكيم
(، قال تعالى : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ
i ( و عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه
حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه إلا مريم وأبنها" ه
 وجاءت الاحاديث النبوية بالطرق الشرعية لعلاج هذه الحالات وانزل الله عز وجل من القرآن الكريم ما هو شفاء
 وما هو وقاية و ما هو علاج ولكن جهل الناس وفجور النابهين ادي الى الممارسات الغير شرعية
 في محاربة الشياطين والسحرة وكيدهم ومن نتائج هذا الجهل ما يسمى بالزار
 وهو تزوير للحقائق ومزج الخرافة ببعض الحقيقة كان جهال الناس و غوغائهم
اذا عجزواعن معالجة مرض ما بالاساليب و الادوات والعلاجات المعروفة
لديهم فانهم يرجعون سبب المرض الى السحر مباشرة أوالى تلبس جن من الجان
ذكر أو أثنى بالمريض يستنتجون ذلك بواسطة احد العرافين الموجودين في المدينة او الريف
 او احد المدن المجاورة و يسمونه ( اى شثنى ) ه
 و المعنى الذي يرى لك فأنهم يحملون مرضاهم الى سدح او طاقة او صلاله
 اذا رفض العراف الملي المجئ
 في مرباط يكتفي العراف اباجر بسيط او وجبة عشاء دسمة
و تتقلص اجرته كلما كانت العلاقة الاسرية اوثق مع اهل المريض
تتم المعالجة بالزاراى ( زيران ) ليلا من بعد صلاة العشاء و حتى منتصف الليل
 و تكررعملية الزار بناء على مدى تماثل المريض للشفاء
 من عدمه يطلب المعالج مواد و ادوات معينة و يضع شروط تخص حاضري جلسة العلاج
 و من الشروط التي يصر عليها : ١- أن لا تحضر الحائض مجالس الزار
 و ( يرجعون فشل العلاج الى وجود حائض في الجلسة ) ه
 ٢- لا توضع الاحذية مقلوبة فاذا وجد حذاء مقلوب فانه يكون سببا مباشرا للفشل
 وربما خرج احد المعالجين بنفسه لتفتيش الاحذية وإعادة تنظيمها
, و قد كنا نفزع من ذلك الى درجة اننا نأتي حفاة
 ونترك الاحذية في المنزل خوفا من المعالج و عقوبته
٣- عدم ذكر اسم الله تعالى في المجلس
 و(نلاحظ حدة ذكاء المعالج و قدرته على الخلاص من الاحراج اذا فشل حيث يرجع اسبابه الى ما لا يمكن التحرز منه )ه
 , اما اذا نجح فانه لا يبالي وان كان جميع الحضور جنب او كانت الاحذية و حتى الجواتي مقلوبة راس على عقب
 اما المواد المطلوبة فلا بد وأن ان تكون ذات مواصفات تعجيزية
على سبيل المثال : ديك اخضر اللون أ و تيس بثلاثة قرون
 او خروف هندي من أب صومالي او رأس ماعز ذا صوت رخيم
  واذا عجز صاحب الشان عن العثور على المطلوب فان العراف يهون عليه الامر
 و يرضى بالموجود , فإذا فشل يرجع السبب الى عدم صلاحية المواد المستخدمة
 ك (التيس أحمر وليس أخضر ..) ه
الجلسة الاولى
يعد اهل المريض البخور والدخون
و الشاهي و القهوة والحلوى العمانية وعشاء فاخرا 
 كما انهم يحملون المريض الى مجلس الزار
 اما المعالج فيستدعي مساعدين له يجلبون معهم الدفوف و الطبول و الطارات و آلات الطرب
 بعد صلاة العشاء تبدأ الجلسة بان يتوزع مساعدو العراف في صفين
 داخل المجلس بينهما فراغ كبير للرقص و اللعب يسمى إى ( داريت ) ه
ويقومون بالنقرعلى الطبول نقرا بطيء و يغنون اغاني الزار
التي تشبه في الحانها اغاني الطرق السوفية مثل (شىء لله يا بو ...) ه
 يبدأ العلاج حيث ينزل المعالجين الاقل مهارة في البداية و يرقصون وسط الحلبة
 ويدورون محركين ابدانهم ورؤسهم في حركات هيستيرية تزداد سرعة
و قوة الطبل و الغناء والرقص والرفس مع مرورالوقت بينما يشارك المعالجون
تباعا حتى يصل الدورالى عند اعظمهم قدرا وهم يحاولون استحضاراتباعهم
 من الجن ثم يتوقفون قليلا لالتقاط الانفاس و رشف اكواب الشاهي و القهوة
 ف( المعالجون يشربون الشاهي الحار جدا بدون تبريد ) ه
في هذه الاثناء يذهب كبير المعالجين الى المريض و يخاطب ساكن الجسد
 بعبارات لطيفة يطلب منه مغادرة الجسد بسلام
 بعد الاستراحة يعاودون الغناء و الرقص بحيث يستعرض المعالجون
قواهم الخارقة امام المريض بقصد تخويف الجني ساكن الجسد
 و ترهيبه ثم يتوجه اليه المعالج بالتهديد و الصراخ عليه
و امره بالخروج فورا والا تعرض للعقوبة
, و هكذا يفعل المعالجون الاخرون .
 و من اساليبهم الاستعراضية : بلع جمرات فحم حامية
و نحن ننظر اليهم يمسك احدهم خنجر حادا
 و يضعه على بطنه ثم يضغط عليه بكل قوة و الخنجر لا ينفذ من جلده
, ثم يستدعي مساعدا يقوم بالضغط معه و الخنجر لا يجرحه
يحضر في مرحلة متقدمة ما يسمى ال ( دبوسة ) وهو
 سنان رمح حاد جدا و يرقص بشكل عنيف و يقفز عاليا ثم يطعن نفسه بالسنان
 لكنه لا ينفذ ولا تسيل منه قطرة دم
عندما تصل الامور الى هذه المرحلة ربما بال اكثرنا نحن الصغارعلى ثيابهم
 و حاولنا المغادرة و لكن كبير المعاجين لا يسمح لنا بذلك إلا بعد التوقف للاستراحة
فهذا ( هو سبب إصابة اكثرنا بالبلاهة و الغفلة ) ه
ما تكاد تتوقف الجلسة حتى اغادر مع بعض الاصدقاء
على رغم رؤيتنا لصحون الحلوى العمانية التي لا تقاوم
 لكن الفزع غلاب نخرج من الجلسة و نحاول التفرج من خلال نافذة او فتحة
و لكنهم يوصدونها تماما بحيث لا ينفذ منها شيئا
حتى دخان البخور و اللبان المشكلة سحائب في المجلس
اما التدخين فممنوع لأنه من اسباب فشل العلاج
 كما يقول المعالجين
 نضطر للإلتفاف صوب المطبخ حيث تجذبنا رائحة القبولي
 و الشاهي بالزعفران والهيل لكن الحراسة مشددة
 و لا يسمح لنا حتى بالاقتراب
 فيعود احدنا الى البيت مغموما فزعا جاعا لا لحق عشاء البيت
و لا نال عشاء الزار
 المهم ان الاحداث تستمر الى منتصف الليل
و بعد انتهى الجلسة يوصهم المعالجون و يطلبون منهم اشياء
 ثم يغادرون
 على ان تستأنف الجلسة في الليلة التالية
. الجلسة الثانية
 قبل خروج المصلين من المسجد نبادر نحن الصغار الى الجلوس في زاوية المجلس
 حيث لا يلاحظ ولا يهتم احد
 بوجودنا فنصطنع ادب جم و هدوء نادر حتى لا نلفت الينا الانظار
بعد صلاة العشاء يأتي المعالجون و مساعدوهم
 فان كان حظنا حسن يكون اول من دخل شخص لطيف
 و ان تعس يأتي معالج شرس فينتهرنا
 بقوله : ( ا شثون كتومه بونه )؟ لماذا انتم هنا يا اولاد ؟
فان تدخل احد لصالحنا و إلا هر بنا بأقصى سرعة .
 لا تحضر النساء جلسة الزار سوى قريبات المريض والعرافة
 التي تبداء الجلسة الثانية من العلاج ,
 فعندما يكتمل وجود المعالجين ومساعديهم يجلسون في صفين متقابلين
و يتركون فراغا في الوسط يسمى ( اى دارت) يصول فيها المعالجون و يجولون
 ثم يقوم العازفون بدق الطبول والدفوف مع الغناء والتصفيق
 تقوم العرافة بالدوران في الحلبة هازة راسها منتفضة في حركات راقصة مجنونة
 وسط تصفيق و غناء المساعدين , و يزداد نشاطها شيئا فشيئا .
 فإذا وصلت مرحلة متقدمة فأنها تستعرض قواها بأن : _ يتغير صوتها الى صوت رجل .
 _ تحمر وتتوهج عيونها السود
. _ تضرب الارض بأرجلها ضربا عنيفا تهتز له الجدران
 _ اظهار بعض الحركات العصبية والتي على اثرها يغلب علينا الهلع ونغادر القاعة
. خلال جولة المرأة المعالجة يحاولون تحريك المريض و ايقافه على رجليه ليشارك في الرقص
. حينها يزداد التصفيق و القفز والرقص ويدخل معالجون آخرون
والذين كانوا قبل ذلك في مرحلة استحضار الجن الخاص بهم
 ربما تمكن المريض من الوقوف و الرقص , و ربما وقع مغشى عليه
, حينها يقولون : ان الجني الشريرقد شعر بالذعر وهو الان يستعد للمغادرة
. اما ان استمر المريض بالوقوف و الرقص فان المعالجين الاخرون يشاركون
 و تطول هذه الجلسة حتى يحصلوا على النتيجة السابقة
وهي الاغماء على المريض ليقولون ما قالوه
. ثم يكررون الانشطة كما في الليله الاولى .
 الليلة الثالثه
 في الصباح يذهب احد المعالجين للكشف على المريض
و ملاحظة مدى تجاوبه مع العلاج .
 ثم يوصي اهله ببعض الامور
, وفي نفس الموعد الليلي نبدأ نحن الصغار لعبة حقيرة
القصد منها ان ندخل و نتفرج بأية طريقة
 فنعمد الى احد الاطفال المؤدبين و نغريه بالدخول قبلنا
 فإذا فعل فأننا ننتظر حتى يدخل الناس فندخل معهم
 وإذا احتج المعالج على دخولنا بادره احد اقاربنا
 بقوله ( كه ذه ) بمعنى ايش معنى ذاك الوالد جالس فيخجل المعالج و يتركنا و شاننا
 و لكننا لا نطيل البقاء كالعادة
, فما ان تجحظ عيون احدهم و يقترب منا يغمى على بعضنا و يبكي اخرون
 فنطرد شر طردة
ربما استعان المعالجون بمعالج اقدر منهم في هذه الليلة
 والتي يخرجون فيها كل ما في جعابهم من حيل و استعراضات تذهل ضعاف النفوس
 وكل ذلك لإرغام الجني او الجنية على المغادرة
 فإذا كان الجني المعتدي اضعف منهم فانه يقول (يافكيك ) و يترك المريض و الديار
. اما ان كان قويا عنيدا او كان مالكه يسيطر عن امور فانه لا يغادر مهما فعلوا امامه
 و قد يمثل الخروج ثم يعاود الحلول في جسد المريض بعد مدة وجيزة .
 اذا حقق المعالجون نتيجة طبية فان اهل المريض يصنعون وليمة
 يذبحون خلالها عدد من رؤوس الماعز او بقرة
 و يدعون بعض الاقارب بالإضافة الى طقم المعالجين
 , وإذا كانوا ميسوريالحال فانهم يبذلون الهدايا و العطايا لطاقم الزار
 فيهدونهم الوزرة و الشالات و الريالات , مع الشكر و التقدير
. اما ان كان المريض بحاجة الى جلسات اخرى
 فان كبير المعالجين يحدد وقت مناسب يراه و ينفذ فيه المراسم سابقة الذكر
 تــــم