الأربعاء, 2024-05-01, 2:14 AM
 
 
 
من تاريخ بلادي
 
 مرباط
 
 او ظفار الساحل العاصمة التاريخية لمحافظة ظفارالعمانية
 تعتبر مدينة مرباط من اقدم المدن الاثرية والتاريخية العمانية والعربية
، جذورها ضاربة في اغوار التاريخ
 ، وكلمة مرباط مستوحاة من (مرابط الخيل)i
 او ( مربض) كما يطلق عليها بعض( الصوريين) اهل صور العمانية
 والتسمية الاخيرة تتعلق ايضا ( مرابض الخيول)i
 فكما يقولون هي مربض للخيول الكثيرة الرابضة على طول فرضتها 
 في انتظار التحميل على السفن
اما التسمية المحلية للمدينة فهو ( السق )ه
 بتشديد السين المجرورة وسكون القاف
و(السيق) لفظة سريانية او قد تكون عربية مشتقة من اللفظ شقاق العربية
وتعني الشق واعتقد ان الذين اطلقوا عليها هذه التسمية هم التجار العرب الاوائل
 الذين كانوا يتنقلون بتجارتهم من ظفار واليمن وعمان حيث البضائع المحلية 
  او الهندية والافريقية من جهة ، وبين وبلاد الشام والعراق ومصرمن جهة اخرى
 والارجح انهم اطلقوا عليها هذه التسمية تشبيها
 او تيمنا بمدينة ( البتراء) ( ٢) التاريخية في المملكة الاردنية الهاشمية
 والتي يطلق علي مركزهاإسم (السيق) ايضا
 ومدينة البتراء كانت مدينة الحضارة العربية القديمة ورمز التجارة الدولية
لخمسة قرون (٤٠٠ ق.م -١٠٦م) بين اليمن السعيد
 وحضارات مابين النهرين وحوض النيل والرومان في الشمال
 مركز تجارة التوابل والبخورالقادم من اليمن والحناء العسقلاني
ونفائس الزجاج الفنيقي المصنع في صور وصيدا ولألئ الخليج
وحرائر دمشق والعاجيات والجلود الأفريقية
 فالسيق البتراء
  بالانجليزية al-Siq
 المدخل الرئيسي لمدينة البتراء الأثرية في جنوب الأردن
 عبارة عن ممر ضيق (في بعض النقاط لا يزيد عن ثلاثة أمتار) يشق طريقه عبر
 الصخور بمسافة ميل واحد ليصل إلى البتراء
و سيق هي عاصمة الجبل الاخضر في المنطقه الداخليه من سلطنه عمان
 ولكنني لا اعلم ما العلاقه بين الاسمين
ومن الواضح ان هذا الاسم ( سيق ) معروف عندالعرب
 حيث يطلق على قرى ومدن اخرى في سلطنة عمان
 وفي دول عربية اخرى
 كما في الجزائر ( ٣) مثلا
وبالعودة الى مرباط في التاريخ
نقول والله المستعان ان قبائل العرب البائدة
وهي : طسم ، جديس ، عاد ، ثمود ، جرهم
جاسم ،اميم ،عبيل ، وبار ، العماليق ، وغيرهم
 قد اتخذت مساكن لها على امتداد الجزيرة العربية 
فسكنت طسم وجديس بلاد اليمامة 
وسكنت عاد بلاد الاحقاف (٤) وسكنت جرهم بلاج الحرم
 وما يعنينا هو خبر عاد ، الذين استوطنوا بلاد
 الاحقاف (من الربع الخالي إلى عدن) ريدان _ ظفار
وبنوا مدينة (ار م) (٥) المذكورة في القرآن الكريم
وقد أجمع المفسرون والمؤرخون بأن أرض قوم عاد كانت بــ(بلاد الأحقاف)ه
يقول أبن كثير : "كان عاد يسكنوا الأحقاف وهي جبال ورمال
 بين اليمن وعمان وحضرموت
وهي أرض مطلـــــة على البحر 
يقال لها الشحر وإسم واديهم مغيث
ثم ظهرت في ظفار حضارة (سمهرم) (٦) و ورد
في نقوش سمهرم أنها كانت تعرف بإسم {ساكلهن أو ساكلن} وأن أهلها
 كانوا يعبدون القمر ويرمزون له بالآله (سين وبعل والمقه)ه
أما سمهرم فهو إسم قبيلة سبائية سكنت ظفار قديماً
 والنسبة إليها سمهري وإليها تُنـــسب الرماح السمهرية
  وتسمية ظفار ماخوذه من ( النبات العطر )ه
 وذلك لاشتهارها بتجارة البخور والعطر عبر التاريخ 
وورد تسمية ظفار في التورة باسم ( سفار)ه 
 و (سفار) هو الحد الجنوبي لبلاد اليقطانيين
وذلك باجماع آراء علماء التوراة
فالمدينة ( مرباط) عريقة في القدم
 وهي التي اشتهرت شهرة واسعة في العالم القديم 
 وورد ذكرها في الكتب والمصادر القديمة
اما الفنيقيون الذين استوطنوا أرض عمان قبل ظهورهم في شرق البحر المتوسط
فقد أطلقوا على ظفار تسمية (أوفير) وكذلك سماها اليونانيون
 وعرفت ظفار بظفار الساحل 
 كما عرفت فيما بعد بظفار الحبوض ، تمييزاً لها عن ظفار اليمن
وبعد تدميرها (مرباط) ما بين سنة ٦١٨ – ٦١٩/ ١٢٢١ - ١٢٢٢م
تم بناء مدينة (المنصورة) والتي سميت (بالقاهرة وبالأحمدية) قرب موقع البليد
يرجع تاريخ ظفار الى العصور التاريخية القديمة
 اذ اقترن تاريخها بالدور الاقتصادي الذي كانت تقوم به عير العصور
 فقد عرفت ظفار في عهد نبي الله سليمان عليه السلام
 إذ يروي بأن بلقيس ملكة سبأ الحميرية
جعلت اللبان هدية الى الملك سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد
كما ذكر المؤرخ الانجليزي (برستيد) في كتابه (تاريخ مصر)ه
مبيناً ان مادة المر الشبيهة باللبان وجدت في قبر
 الملك(توت عنخ آمون)ه
وروي ان احد علماء الآثار عثر عام ١٩٧١م على معبد غريب الشكل
 في شمال (روديسيا) يشبه الى حد كبير المعابد الفينيقية في ظفار
 إذ كان الفينيقيون استوطنو ارض عمان قبل ظهورهم في شرق البحر المتوسط
وكانوا سادة المحيط الهندي واستطاعوا الوصول الى شرق افريقيا
وجلبوا الذهب وريش النعام الى ظفار وكانوا ينقلونها الى جنوب العراق وفلسطين
ويقول (السالمي) مؤرخ عمان بأن الآشوريين استولوا على ظفار
 وطالبوا بدفع الجزية لبانا و الذي كانوا يقدمونه لأحد آلهتهم المسمى مردوخ
وأشار البروفسور( نيكسون ) إلى ان اللبان كان من جملة السلع
 التي كانت تحمل الى الملك الآشوري سرجون الأكدي وذلك عام 750ق.م
مع الخيول والجمال من الجزيرة العربية إضافة الى الأنسجة التي تستوردها ظفار من الهند
 ثم تنتقل الى العراق والى الفراعنة ومصر و بلاد النهرين ، وسوريا ، واليونان ، وروما
و روي ان الاسكندر بعث الى الكـــــاهن الأعظم في أثينا بكمية من اللبان
 واوصاه بالاقتصاد في استعمالها ريثما يتم احتــــــــلال ظفار ( اوفير ) ويبعث إليه بالمزيد
من هذه البخور المقدس ، إلا ان الاسكندر توفي قبل أن يحقق هذا الهدف 
وشاع ذكر مدينة ظفار ( مرباط) في الكتب اليونانية
 إضافة الى ان بطليموس ذكرها في خريطته عن المنطقة وهو يتفق مع موقع ظفار الحالي
 وارجح الظن أن مدينة ظفار( مرباط) الساحلية أقدم من القصبة الحميرية 
وازداد الطلب على اللبان نتيجة للاستهلاك المتزايد في كل من بلاد النهرين ، وسوريا ، واليونان ، وروما
 حيث ازداد الطلب في القرون الأولى الميلادية وكان ذلك هو العصر الذي
 كان فيه اللبان من أهم السلع على الإطلاق يجري تصديره من بلاد العرب الى الغرب
 بل من الجائز أيضاً الى الصين ، وهو الأمر الذي يمكن مقارنته بسلعة النفط في العصور الحديثة
ويعد ميناء ( سمهرم ) المعروف بــ ( خور روري ) وهو في ظفار عمان
من الموانئ المعروفة التي كانت في القرن الأولى للميلاد
 وعثرت البعثة الامريكية لدراسة الانسان فيه على بقايا خزف تبين لها
 من فحصه انه مستورد من موانئ البحر الأبيض المتوسط في القرن الأول للميلاد
 ، ووجوده في هذا المكان يشير بالطبع الى الاتصال التجاري
الذي كان بين البلاد العربية الجنوبية وسكان البحر المتوسط في ذلك العهد
وتثبت مدينة سمهرم الحصينة وجود مستوطنات من عصر ما قبل الاسلام في المنطقة
ويعود تاريخها الى القرن الأول الميلادي ، ويبدو أن هذه المنطقة المنتجة للبخور
 لم تكن قط منطقة مهجورة تقوم بتصدير سلعة هامة بل كانت جزءاً من مجتمع حضاري يرتع بهذا الثراء 
ومن الحوداث السياسية المتعلقة بظفار قبل مجئ المسلمين إليها 
 انه في عام ٧٥٠ م أي ٥٢ سنة قبل الهجرة النبوية الشريفة
غزت قوات الملك الساساني انوشروان مدينة ظفار واحتلتها ظفار في العصور الاسلامية
كانت ظفار تحت الحكم الفارسي وعندما دخلت بلاد عمان في حضيرة الدولة العربية الاسلامية
 وتم تحريرها من السيطرة الفارسية على يد القائد العربي المسلم عكرمة بن أبي جهل
 وتتابع عليها الولاة المسلمين في مختلف العهود الاسلامية 
وفي مطلع القرن السادس الهجري وتحديداً في سنة ٥٠٠هــ / ١١٠٦ م تعرضت ظفار الى غزو فارسي
 غير أن سكانها تمنكوا من إعادة إعمارها 
وفي مطلع القرن السابع الهجري وتحديداً في سنة ٦٠٠هــ/١٢٠٣م
، تغلب رجل من التجار يقال له محمود بن محمد الحميري على بعض بلاد
حضرموت ، وظفار وظفار واستمرت أيامه في حضرموت الى سنة ستمائة وتسعة عشرة وما بعدها
، وكان الطريق من ظفار الى بغداد سالكاً في سنة ٦١٦ هـــ وذلك قبل تدميرها
 وُعثر في خور روري على كتابات قديمة بخط المسند القديم ترجع لأكثر من ٢٠٠٠سنة
 أشارت إلى أن ظفار في ذلك الوقت كانت تخضع للملك العزيلط بن يدع
آل ملك ريدان ومعين ، ثم خضعت ظفار لملوك سبأ وحمير
 وعرفت بــ(بلاد الشحر) ويقول الحموي في معجم البلدان : " الشحر صقع ( إقليم ) بين
 عُمان وعدن يوجد بها العنبر الشحري واللبان الشحري " ويقول أبن خلدون :" ببلاد الشحر مدينة مرباط
فلما تغلب أحمد بن محمد الحبوظي ووقع الخلاف في البلاد إنقطعت الطريق وإندثرت
  فلما إستقام له الملك أمنت العباد وعمرت البلاد خرج البدو في الطريق القديمة
وصاروا بالخيل الى ظفار ( مرباط ) فباعوا وأشتروا
 الخيل كانت تجلب إلى مرباط من العراق عبر طريق يقطع نجد والإحساء الى
 يأتي بها البدو وتجار الخيل ويأخذون بدلها اللبان والبُر ، ونقدر أن نسمي هذا الطريق طريق الخيل
ان المصادر التاريخية البرتغالية تشير الى أن الجبور إمراء مملكة هرمز
 في القرن السادس عشر الميلادي كانوا يحتكرون تجارة الخيل في الخليج
وقاموا بالإعتماد على مؤاني ظفار (وخاصة بندر مرباط ) منفذا رئيسيا لتصدير الخيل الى الهند
وذلك عبر طريق يقع نجد الى وادي الدواسر ثم بلاد مهرة وينتهي الى ظفار خلال شهر ونصف
 ، ثم تحمل من مرباط الى الهند، حيث كانت تدر عليهم ارباحا وفيرة
. أن تجارة الخيل في مرباط قديمة جداً وكانت الخيل تصدر إلى البلاد الهند والسند
 وتستعمل للركوب وحماية الأرض والتجارة .وكانت هذه التجارة تدر أرباحا وفيرة وتأمن دخلا كبيرا
، وكانت أهل مرباط ينعمون بعيشة رغيدة ورخاء وذلك من تجارة الخيل
 التي كانت تجلب اليهم من مختلف البلاد كاليمن نجد والعراق عبر طريق الخيل كما ذكر إبن مجاور
 ، ثم تربط الأعداد الكثيرة من هذه الخيل في مرابطها بمرباط ثم تحملها السفن
 الى الهند والسند وغيرها من البلاد ،وقد خلقت تجارة الخيل بمرباط إقتصاد قوي
وتجارة نشطة وكانت يرد اليها جميع البضائع والسلع
.وفي مطلع القرن السادس عشر الميلادي استولى البرتغاليون على مؤاني الهند الشرقية
 وعملوا على كسر احتكار العرب لتجارة الشرق ، فقاموا بفرض حصار
 على التجارة العربية في المحيط الهندي وذلك بمهاجمة سفن التجار العرب
 ومنع وصول صادراتهم الى الهند كالخيول واللؤلؤ والتوابل والعكس 
    وقاموا كذلك بغزو السواحل الجنوبية للجزيرة العربية والخليج العربي
ففي سنة ١٥٢٧م هاجم البرتغاليون ظفار ( الخليج بلدانه وقبائله . مايلز) ، وكذلك
 في سنة ١٥٥٤م ، وعمل البرتغاليون على القضاء على تجارة الخيل ومنع وصولها الى الهند
وذلك لإضعاف الممالك العربية في عمان وهرمز والخليج العربي
 وبذلك انقطع توريد الخيل الى مرباط واستطاع البرتغاليين القضاء على تجارة الخيل
 عن طريق قطع الطرق البحرية لتصديرها الى الهند واغلاق الموانئ امامها من تلك المناطق
 وكان ذلك سببا اساسيا لإنتهاء تجارة الخيل في مــربط الخيل وبإنقطاع الخيل
ضعفت التجارة المعتمدة عليها ، وفقد مصدر هام من مصادر التجارة في مرباط
 وهذا قبل ٤٥٠ سنة تقربياً في القرن السادس عشر الميلادي
 ، وبقي الإعتماد على تجارة اللبان حيث كانت مرباط من المؤاني المهمة
في تصدير اللبان في جنوب الجزيرة العربية
  وذكرالمستشرق و المترجم الفرنسي ”لويس ماثيو لانحليس" ١٧٦٣ - ١٨٤٢م في رسالته
الخامسة أن الذين بنوا مدينة مرباط القديمة
هم الفرس (هذا ينافي الحقيقة ، لان اول من سكن ظفارهم العرب البائدة من قبيلة عاد). واستمرت
 هذه المدينة لمدة طويلة نقطة لانطلاق القوافل التجارية إلى سوريا والعراق عن طريق اليمن